طلب توضيح لعبارة ذكرتها في كتاب " بيان حقيقة الايمان " ؟

 

السؤال:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الشيخ الفاضل : حامد بن عبد الله العلي

قلتم في كتابكم " بيان حقيقة الإيمان " : ( والتولِّي عن العمل بالكليةزوالٌ لحقيقة الإيمان الشرعي ، وتاركُ العمل بالكلية ليس بمؤمن عند السلف .. ), ( ولا ينفعه النطقُ بالشهادتين مع التولّي عن العمل بالكلية عند أهل السنة... ) .

والطلبُ من فضيلتكم ذكرُ بعض الآيات والأحاديث الخاصة على هذه القاعدةبالذات .. أم أنها استقرائية ؟.. وجزاكم الله خيراً

*****************

جواب الشيخ:

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
حديث " إن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد وإذا فسدت فسد الجسد ألا وهي القلب " فهو يعطي فائدة ارتباط العمل الظاهر بالقلب ، وقد دل على هذه القاعدة التي بينها هذا الحديث نصوص لاتحصى من الكتاب والسنة مثل أول سورة الانفال ، ومثل قوله تعالى " ولو كانوا يؤمنون بالله والنبي وما أنزل إليه ما أتخذوهم أولياء ....الاية ، وغيرها كثير جدا ، وقد ذكر شيخ الإسلام ابن تيمية وغيره من العلماء : أن الانسان هكذا أصلا خلق ، لايمكن أن ينفصل باطنه عن ظاهره ، وإلا لكان غير الإنسان ، فالقلب هو المتصرف والاعضاء تبع له ، فإذا عدمت الاعمال الظاهرة بالكلية ،فهذا يعني انعدام الايمان الباطن ضرورة ، نعم قد يكون فيه إيمان ما بالله ، ولكنه مثل إيمان المشركين قال تعالى " وما يؤمن أكثرهم بالله إلا وهم مشركون " وقد يكون فيه عمل قلبي مثل الحب ولكنه مثل حب المشركين " ومن الناس من يتخذ من دون الله أندادا يحبونهم كحب الله " ـ
أما أن يكون لديه الايمان الذي يتوقف عليه صحة الإسلام ثم لايكون لهذا الإيمان أثر على الجوارح مع التمكن والعلم ، فلا وألف لا ، وإنما يكون معه دعوى الإيمان فحسب ، ليس معه الايمان الذي يتوقف عليه صحة الإسلام ، هذا ما أجمع عليه السلف ، وهذا معنى قولهم الايمان قول وعمل ، فمرادهم الرد على المرجئة الذين يفصلون بين الظاهر والباطن ، ويجعلون الايمان هو ما في الباطن ، دون الظاهر ، أو أنهما يمكن أن ينفصلا ، وقد فطن سلف الامة لما يترب على هذه العقيدة الفاسدة ، من فساد عظيم في الدين كما نرى في عصرنا هذا ، فمرجئة العصر أضاعوا الحدود الفاصلة بين الإيمان والكفر ، وبين المسلمين والكفار ، واختلطت على الناس حقيقة التوحيد ، وضاع ركن الولاء والبراء الذي هو أخو التوحيد بل هو من صلب التوحيد فمن لم يبغض أعداء الله لم يوحد الله ، حتى والى بعض المسلمين ـ بسبب ضلال مرجئة العصر ـ أعداءهم ونصروهم على المسلمين ، ظانين أنهم يقيمون بذلك دين الله تعالى ، وهم يهدونه هدا ، والله أعلم

الكاتب: سائل
التاريخ: 13/12/2006