فضيلة الشيخ لو طلب منكم وضع ميثاق للجهاد في سوريا ، بحيث يتسع إطاره لأوسع مدى باختلاف التوجهات ، ويحقق اهداف الثورة السورية في هذا المرحلة مرحلة تحرير سوريا من نظامه الطاغية ، فهلا تكرمتم علينا بكتابته أحسن الله إليكم

 

بسم الله الرحمن الرحيم
 
أولاً هـدف الجهاد في أرض سوريا ، ومقصد المقاومة الشعبية المسلحة :
 
1ـ إسقاط نظام الطغيان ، نظام عائلة الأسد ، وحزبهم ، وإزالة جميع آثاره ، وإقامة نظام العدل ، والحقوق ، والكرامـة ، في ضوء حضارة الإسلام السمحة ، وإشراق العروبة الحضاري .
 
2ـ إرجـاع القطر السوري لإنتمائيْه العربي ، والإسلامي ، وإجتثاث كلّ مظاهر الغزو الصفوي ، لإعادته وطنـا _ كما كان دوما _ يعيش فيه جميع أبنائه ، وتأتلف فيه كلُّ طوائفه ، في حياة كريمة ، تجمع بين رقيِّ حضارة الإسلام العادلة ، وهويّته المتميّزة ، وإنجازات الحضارة البشرية المعاصرة .
.
المبادئ الأساسيـة :
 
1ـ الجهاد بكلّ أنواعه لإزالة الطغيان في سوريا حقُّ أصيل للشعب السوري ، وهو فرض إلهيّ ، على كلّ أبناء الشعـب أن يهبُّوا لتلبيته ، كما هو فطرة إنسانية ، تعارفت على مشروعيّته البشرية جمعاء .
 
2ـ أعمال الجهاد العسكرية لاتستهدف الشعب السوري ، ولا مقدَّرات وطنه ،  وترى ذلك من أعظم الحرمات ، بل قـدْ شُرع الجهاد لدرء عدوان النظام المجرم على المدنيين ، ولحماية سلميّة الثورة الشعبيّة السورية المباركة .
 
3ـ تستهدف أعمال الجهاد كلّ من يستهدف الشعب السوري ، وثورته السلمية ، وجميع أوكاره ، ومراكز قوته ، وعناصره ، وهـو لايبني عملياته على الظّنون ، ولا يستعجل القرارات العملياته ، ويتروَّى حتى يطمئن على وصول هامش إحتمال الخطأ إلى أدنى مستوياته ، أو ينعـدم.
 
3ـ يشجّع الجهاد على الإنشقاق من جيش الطاغية ، ويرحب بالمنشقّين ، ويحميهم ، ويغلب العفـو، ويعامل بالرفق ، ويؤهّل للانضمام للمقاومة المسلحة مادام مأمونا.
 
4ـ يؤكّد الجهاد على التركيز على المعركة الرئيسة وهي إسقاط النظام  ، وتحييّد كلّ ما سواها ، وتجنب الإنشغال بأيّ خلاف جانبي .
 
5ـ يؤجل الجهاد كلَّ ما قد يطرأ من إختلاف وجهات النظر في الرؤى ،  والسياسات ، والأولويات ، وقد يؤدّي إلى إضعاف الصفّ ، إلى ما بعد سقوط النظام ، في إطار حلول حوارية أخوية .
 
6ـ يؤكـّد الجهاد على التعاون مع كلّ من يسعى لتحقيق هدف إسقاط النظام في هذه المرحلة ، تحت شعار : كلُّ البنادق نحـو نظام الطاغية ، ويرفض كلّ ما من شأنه زرع الفتنة ، والشقاق بين الساعين لهذا الهدف ، ويحاربه ، ويؤكد على التواصل التام بين كلّ مكونات المقاومة ، مهما اختلفت توجهاتها ، بحيث تردُّ فضل ما بيدها على غيرها ، وتكمـّل نقصها ، وتحمـي ظهرها ، وتستر عوراتها عن العدوّ.
 
7ـ يتبنـَّى الجهاد نهج التدرج ، يبدأ من تحرُّر الشعب من النظام الطاغية _ فلايُقـدَّم عليه شيءٌ في هذه المرحلة _ وينتهي بإحتضان سوريا لحضارتها الإسلامية من جديد ، فصعودها إلى موقع القيادة كما كانت بالتاريخ ، لاتسبق مرحلة أختها التي تليها ، ولا تحُـرق مرحلة وثوبا إلى ما يليها .
 
8ـ يؤكد هذا الجهاد على أنه _ في مرحلته هذه الخطيرة _ مشروع تحرير شعب من طغاة ، يعمل في ضمن هذا الإطار ، وداخل هذا الميدان ، وليس امتدادا لأيّ جماعات جهاديّة خارجيّة ، ولا يريد جرَّها إلى هذا الميدان ، فإن وُجدتْ فهو يدعوها إلى تبني هذا الميثاق ، والإنصهار في روحه ، لئلا يستفيد النظام من أيّ خلل في الصـف ، فتُعاق أهداف الثورة . 
 
9ـ طامحا بأنّ يحقـِّق بعد أهدافه على هذا المستوى في هذا الإطار ، ما تصبو إليه كلّ أهداف أمّتنا الحضارية العظمى ، متساوقا مع جميع الحركات التي تتطلّع لرقيـّها ، وتفوّقها ، ومحيِّيا ثورة الربيع العربـي التي تحرّر الأمة من الطغيان ، وتكسر القيود التي فرضها المستعمر الخارجي ، و المستبدّ الداخلي على إرادتها الحرّة ، وحقوقها ، وكرامتها.
 
10 ـ يحيّي الجهاد العمل السياسي الذي ينشد تحرير سوريا من الطغيان ، وإخراج الشعب السوري من محنته ، ويمـدُّ له يـد العون ، والتنسيـق ، إذ يراه رافداً مهمـّا ، وأساسيا في الوصول إلى الأهداف العليا لمشروع الثورة .
 
دعــوة :
 
يدعو الجهاد في سوريا ، جميع المسلمين ، عربـا ، وغيرهم ، ، مؤسساتهم ، ومفكريهـم ، وعلماءَهم ، ودعاتهم ، وخاصتهم ، وعامتهم ، وكلّ أحرار العالم ، إلى دعم ثورة الشعب السوري للخلاص من نظامه الطاغية ، لتشرق عليه شمس الحرية ، والعدالة ، والكرامة ، وينال حقوقه المشروعه .
 
والله الموفق ، والمستعان ، وهوحسبنا ، عليه توكلنا ، وعليه فليتوكّل المتوكّلـون
.
اللهمّ منزل الكتاب ، ومجري السحاب ، وهازم الأحزاب ، بحقّ إسمك الأعظـم ، يا الله ، ياحيُّ ، ياقيُّوم ، ياذا الجلال والإكرام ، اللهمّ عليك بطاغية الشام ، وأشقاها ، اللهمّ زلزل عرشه ، وأبطل مكره ، ورد كيده في نحره ، وخلص شعبنا من ظلمه ، ودمر حزبه ، وجنده ، وشتت شملهم ، وفرق جمعـهم ، اللهمّ أحصهم عددا ، واقتلهم بددا ، ولاتغادر منهم أحـداً ، ونجنا برحمتك من القوم الظالمين ، آمين .

الكاتب: زائر
التاريخ: 19/02/2012