فضيلة الشيخ ما حكم من مات من الكفار ولايدري عن الإسلام ، وما هو مصير اولادهم الذين يموتون في أثناء طفولتهم في الآخرة ؟ وما رأيك بمن يقول اليهود والنصارى أهل كتاب وليسوا كفارا ، ولهذا المسلمون تعايشوا معهم في الماضي؟

 

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
 
من مات من الكفّار ، ولم تصله الدعوة الإسلامية يمتحنهم الله في الآخرة ، ولا يدخلون النار إلاّ بعد الامتحان ، قال تعالى : ( وَمَا كُنَا مُعَذِّبِينَ حَتىّ نَبْعَثَ رَسُوُلاً ) .
 
كما ورد في السنة ، قال صلى الله عليه وسلم : ( أن أربعة يوم القيامة يدلون بحجة : رجل أصم لا يسمع ، ورجل أحمق ، ورجل هرم ، ومن مات في الفترة ، فأما الأصم فيقول : يارب جاء الإسلام وما أسمع شيئا . وأما الأحمق فيقول : جاء الإسلام والصبيان يقذفونني بالبعر ، وأما الهرم فيقول : لقد جاء الإسلام وما أعقل ، وأما الذي مات على الفترة فيقول : يا رب ما أتاني رسولك ، فيأخذ مواثيقهم ليطعنّه ، فيرسل إليهم رسولا أن ادخلوا النار ، قال : فوالذي نفسي بيده لو دخلوها لكانت عليهم بردا وسلاما ـ  وفي رواية قال في آخره ـ  فمن دخلها كانت عليه بردا وسلاما ، ومن لم يدخلها يسحب إليها ) وهو في مسند أحمد ، والأحاديث المختارة ، وصحيح ابن حبان.
 
والإسلام يتعايش مع النصرانية واليهودية ، ومع غيرهما ، كماقال تعالى( لا إكرَاهَ فيِ الدّيِنْ )  ولكـن لايعترف بالنصرانية ،  واليهودية أنهما حق أو وجه من الحـق.
 
بل يصرّح القرآن بأنهما دينان محرفان ، ليسا همـا الآن على ما كان عليه دين عيسى وموسى عليهما السـلام ، والتحريف دخل على  العقيدة أيضا ،  فهما دينان قائمان على الكفر والشرك إضافة إلى تحريف الشريعــةالموسوية ، والعيوسوية المكملة للشريعة الموسوية .
 
والإسلام يجعل كلّ من يكذّب محمدا صلى الله عليه وسلم في أنه خاتم الرسل ،  وشريعته ناسخة لكل الشرائع ، كل من يكذّب بهذا ،  فهو كافر ولاينفعه تصديقه بنبيّه.
 
لأنّ المكذّب بنبيِّ واحد ، كالمكذّب بجميـع الأنبياء.
 
ولهذا فمن شروط صحة الإسلام : إعتقاد بطلان كلّ دين سواه ، ولهذا قال العلماء : إنّ من يصحّح أي دين آخر ،  سواه ، فهـو كافـر ، على ذلك الدلائل القطعية ، والإجماع المتيقن ، ومخالفه مرتـد بإتفاق.
 
وقد بيّنت هذا بالتفصيل في عـدة فتاوى سابقة.
 
وأطفال المسلمين في الجنة يكبرون،  ويدخلونها كبارا ، وأما غلْمان الجنة المذكورون في القرآن ، فهم خلق يخلقهم الله فيها لخدمة المؤمنين ،  لأنّ المسلم في الجنة يكون بين نساءه ،فلا يدخل عليه الخدم الكبار ، فخلق الله للمؤمنين الغلمان خدما يدخلون عليهم بين نساءهم .
 
وأما حكمُ أطفال المشركين في الآخرة ،  فالخلاف فيهم طويل الذيل ،  وأقرب الأقوال ، امتحانهم أيضا في الآخرة بعد منحهـم العقل مناط التكليف والله أعلم.

الكاتب: زائر
التاريخ: 07/04/2007