لا نستطيع أن نصفها بدمامة الخِلقة لأنها لجبنها تعيش في أحلك المجاري ظلمةً فلا نراها ، ولا تظهر إلا إذا تأكدت من خلو سطح الأرض ممن يفترسها ويحيلها أشلاء ليخلص الناس من خطرها وطاعونها . 
وهي لشدة نجاستها وإدمانها العيش في مواطن القذارة فقد اكتسبت مناعة غريبة ضد الأمراض فتراها تحمل في جسدها أمراضاً تعد الأشد فتكاً لبني الإنسان ، فقد استوى لديها الطاعون والجذام . . . المهم أنها لا تأتي بخير أينما حلّت . 
وهذا مختصر ما كان . . . 
هذه القصة من عالم الحيوان ولها ما يعضدها من الحجة والبرهان . 
ولكن من أغرب الحوادث في هذا الزمان ، أن اكتسب بعض الناس صفاتها الدميمة وأفعالها اللئيمة فيال ضياع الرجولة . .وقلة الشيمة . 
ويقال في الأساطير التي تروى دون سندْ أن الوطاويط مصاصة الدماء إذا عضت من البشر أحدْ ، فإنه يكتسب من صفاتها الدموية وتحركاتها الليلية فسبحان القيوم الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفواً أحدْ . 
وكذلك من هم من ملّة الجرذان . . 
فمنذ غزا الكفار البلاد و أُذّن في المسلمين أن حيّ على الجهاد ، وأقبل المؤمنون من كل واد ، يضربون الكفار بالسنان ويبتغون ما عند الله من جنان ، أحسّوا أن ليس لهم في مواطن العزّ مكان . فأحنوا رؤوسهم للكفر خضوعا ووسّعوا للكفر في بيوتهم ربوعا يقتلون أبنائهم ويستحيون نسائهم ، فتبارك من له العزّة جميعا . . . 
ثم غلوا في أسيادهم عبادة ، وأبدلوا بالله أمريكا في موضع الشهادة ، فلم يكتف الأسياد بل بما فعل العباد وقالوا لهم أما لديكم عن هذا زيادة ، فعبس كبيرهم وفكّر ثم نظر ثم عبس وبسر ثم قدّر فقتل كيف قدّر ، فنادى في الحشود وهم عند قدم بوش جميعاً سجود : 
لا يكفى أن نعلن لإلهنا الولاء بل يجب أن نكون ممن عاداه براء ، فيال قلة الحياء . . 
فحشر فنادى يا جرذان ، بعزة سيدنا فرعون فلننشر داء الطاعون . . 
فأقبلوا يتراكضون وهم من كلّ (مجرور ٍ) ينسلون ، وكل صلاتهم : 
فداؤك يا فرعون نحن ، سنلقي في أجساد الذين آمنوا الوهن ، سنجعلهم مثلنا لك عبيدا وإذا ما أمرتهم خرّوا لك ركّعاً وسجودا . . 
وأما من عن عبادتك استكبر وأبى أن يسير في درب هداك الذي أسموه ضَلال ، فلن نقاتله فلسنا أهلاً لقتال ، إذ ليس يضاهيهم احدٌ في قوةٍ واستبسال . بل سننسلُّ في الظلام لنحرّش عليهم العوامَ الجهّال ،ونصيح في الناس :إنهم يقتلون الشيوخ والأطفال . 
ولا يفرقون بين مسلمٍ وكافر ولا بين برّ وفاجر ، بل هوايتهم التفجير ، و صنعتهم التدمير ، وأنهم يغتصبون النساء و أنهم مصّاصوا دماء ، وأنّهم الخوارج الذين أمر الله بقتالهم من فوق سابع سماء . 
وإذا ما قتلوا من أعدائهم اثنين أشعنا أنّهم قتلوا من المسلمين ألفين ، لا بل وقد دمّروا مسجدين . 
وسنجمع حولنا من كل الفرق والمذاهب كل حاقد وكاذب ليذيعوا من كذبنا أخبار ، ويشيعوا كرههم في الديار ، ويبرزوا من الإذاعات والفضاء ويعلنوا في كل صباح ومساء أنهم أعداء السلام وبعثيّون من أزلام النظام . 
ونسي الأغبياء المساكين أن الله للمجاهد ناصر ومعين ، ومن كان ولي الرحمن فلا يضرّه بشر ولا جان .. 
ألا فلعنة الله على المخذلين . . 
. 
وصلى الله على المبعوث رحمة للعالمين ، ولنا عودة إن شاء الكريم المعين . . 
أخوكم :عبد العزيز الدليمي . 
. الثلاثاء :17/محرم/1427